أخوة وأخوات في واحة الصدقات الجارية
لفت انتباهي اليوم في خطبة الجمعة
ان ذكر الشيخ الخطيب ان اليوم العاشر من رمضان
هو ذكرى وفاة الطاهرة المطهرة العفيفة
زوجة رسول الله وحبيبة قلبه
السيدة خديجة بنت خويلد عليها وعلى آل بيت رسول الله السلام
مما دعاني لادراج موضوع عن السيرة العطرة لأم المؤمنين
خديجة بنت خويلد عليها السلام
[center]السيدة خديجة بنت خويلد عليها السلام
( سيدة نساء قريش )
أعظم نساء قريش شرفا وأكثرهن مالا ، أعقل العقائل وفضلى الفضائل ،
الطاهرة ذات العقل الراجح ، رأت في محمد عظيم الخلق ، ما رغبها في طلبه ليخرج للتجارة في مالها ،
وما رغبها في الزواج منه .
هي أول من آمنت به وصدقت ما جاءه من الله من نور للعالمين ،
وصدقته إذ كذبه قومه ، وكانت تواسيه وتخفف عنه وتهون عليه أمر الناس
عاشت مع رسول الله (15) عاما قبل البعثة و(10) أعوام بعدها
وهي أم أولاده الاناث والذكور عدا ابراهيم من السيدة ماريا القبطية
ولم يتزوج رسول الله غيرها حتى توفيت السيدة خديجة بمكة قبل الهجرة النبوية
عن عمر بلغ (65) عاما رضي الله عنها وأرضاها
ولادتها
تزوج خويلد من فاطمة بنت زاءدة بن الأجم الهاشمية و كانت من أجمل سيدات مكة و أكثرهن صباحة وجه , وروعة حسن ,
فولدت له خديجة (رضى الله عنها) فكانت صورة من والدتها , إذ ورثت عنها جمالها و الحسن الفتان ,
كما ورثت عن والدها خويلد الحزم و الذكاء و كسبت من ابن عمها ورقة الغلم و الحكمة
خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب القرشية الأسدية ، ولدت سنة 68 قبل الهجرة (556 م ) .
نشأتها
تربت السيدة خديجة رضي الله عنها وترعرعت في بيت مجد ورياسة ، نشأت على
الصفات والأخلاق الحميدة ، عرفت بالعفة والعقل والحزم حتى دعاها قومها في
الجاهلية بالطاهرة .[/size]
زواجها من الرسول صلى الله عليه وسلم
- قال ابن إسحاق : كانت خديجة بنت خويلد امرأة تاجرة ذات
شرف ومال ، تستأجر الرجال على مالها مضاربة ، فلما بلغها عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم ما بلغها من صدق حديثه ، وعظيم أمانته ، وكرم أخلاقه، بعثت
إليه فعرضت عليه أن يخرج لها في مال تاجراً إلى الشام ، وتعطيه أفضل ما
تعطى غيره من التجار ، مع غلام لها يقال له ( ميسرة ) . فقبله رسول الله
صلى الله عليه وسلم منها، وخرج في مالها ذلك ، وخرج معه غلامها ميسرة حتى
نزل الشام ، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظل شجرة قريباً من صومعة
راهب من الرهبان ، فاطلع الراهب إلى ميسرة فقال : من هذا الرجل الذي نزل
تحت الشجرة ؟ فقال ميسرة : هذا رجل من قريش من أهل الحرم . فقال له الراهب :
ما نزل تحت هذه الشجرة إلا نبي . ثم باع رسول الله صلى الله عليه وسلم
سلعته ( يعني : تجارته ) التي خرج بها ، واشترى ما أراد أن يشتري ، ثم أقبل
قافلاً إلى مكة ومعه ميسرة ، فكان ميسرة - فيما يزعمون - إذا كانت الهاجرة
واشتد الحر يرى ملكين يظلانه من الشمس وهو يسير على بعيره ، فلما قدم مكة
على خديجة بمالها باعت ما جاء به ، فربح المال ضعف ما كان يربح . وحدثها
ميسرة عن قول الراهب وعما كان يرى من إظلال الملائكة إياه ، وكانت خديجة
امرأة حازمة شريفة لبيبة مع ما أراد الله بها من كرامتها ، فلما أخبرها
ميسرة ما أخبرها ، بعثت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من يعرض عليه
الزواج منها , وكانت أوسط نساء قريش نسباً ، وأعظمهن شرفاً ، وأكثرهن مالاً
، كل قومها كان حريصاً على ذلك منها لو يقدر عليه . ولنتركْ نَفِيسَة بنت
مُنْيَة تروي لنا قصة زواج النبي صلّى الله عليه وسلَّم من السيدة خديجة
رضي الله عنها . قالت نَفِيسَة : كانت خديجة بنت خُوَيْلِد امرأة حازمة ،
جَلْدَة ، شريفة ، مع ما أراد الله بها من الكرامة والخير ، وهي يومئذ أوسط
قريش نسباً ، وأعظمهم شرفاً ، وأكثرهم مالاً ، وكل قومها كان حريصاً على
نكاحها لو قَدِر على ذلك ، قد طلبوها وبذلوا لها الأموال ، فأرسلتني
دَسيساً إلى محمّد صلّى الله عليه وسلَّم بعد أن رجع في عيرها من الشام ،
فقلت : محمّد ! ما يمنعك أن تزوَّج ؟ فقال : " مَا بِيَدي ما أَتزوَّجُ
بِهِ " . قلت : فإن كُفِيتَ ذلك ودُعيتَ إلى الجمال والمال والشرف والكفاءة
ألا تُجيب ؟ قال : " فَمَن هي ؟ " . قلت : خديجة . قال : "وَكَيفَ لي
بِذَلك ؟ " . قلت : عليَّ . قال : " فأنا أَفْعلُ " . قالت نفيسة : فذهبتُ
فأخبرت خديجة ، فأرسلت إليه : أنِ ائتِ لساعة كذا وكذا ، وأرسلت إلى عمَّها
عمرو بن أسد لِيزوِّجها فحضر - لأن أباها مات قبل حرب الفِجار - . فلما
قالت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر ذلك لأعمامه ، فخرج معه عمه
حمزة حتى دخل على خويلد بن أسد ، فخطبها إليه فتزوجها عليه الصلاة والسلام .
- قال ابن هشام : فأصدقها عشرين بكرة ، وكانت أول امرأة تزوجها رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، ولم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت . وكان لها من العمر
أربعين سنة ولرسول الله صلى الله عليه وسلم خمس وعشرون سنة . أنجبت له
ولدين وأربع بنات وهم : القاسم وكان يكنى به ، وعبد الله ، ورقية وزينب وأم
كلثوم وفاطمة .
إسلامها ونصرتها للرسول صلى الله عليه وسلم
- أول ما نزل الوحى على رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ
* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ
الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ " فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم
يرجف فؤاده فدخل على خديجة بنت خويلد ، فقال : " زملوني زملوني " ، فزملوه
حتى ذهب عنه الروع . فقال لخديجة : " مالي يا خديجة ؟ " وأخبرها الخبر
وقال : " لقد خشيت على نفسي " . فقالت خديجة : كلا والله لا يخزيك الله
أبداً ، إنك لتصل الرحم ، وتقري الضيف ، وتحمل الكل ، وتكسب المعدوم ،
وتعين على نوائب الحق . فانطلقت به خديجة حتى أتت ورقة بن نوفل بن أسد بن
عبد العزى ، ابن عم خديجة . وكان امرأ قد تنصَّر في الجاهلية ، وكان يكتب
الكتاب العبراني ، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب ، وكان
شيخاً كبيراً قد عمي . فقالت له خديجة : يا ابن عم ! اسمع من ابن أخيك ،
فقال له ورقة : يا ابن أخي ماذا ترى ؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم
خبر ما أُري . فقال له ورقة : هذا الناموس الذي كان ينزل على موسى . وآمنت
السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها ، وصدقت بما جاءه من الله ووازرته
على أمره ، وكانت أول من آمن بالله ورسوله ، وصدقت بما جاء منه ، فخفف الله
بذلك عن رسوله صلى الله عليه وسلم لا يسمع شيئاً يكرهه من ردٍ عليه ،
وتكذيب له ، فيحزنه ذلك إلا فرج الله عنه بها إذا رجع إليها تثبته ، وتخفف
عنه ، وتصدقه ، وتهون عليه أمر الناس ، رضي الله عنها وأرضاها .
- قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ : حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي حَكِيْمٍ :
أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنْ خَدِيْجَةَ أَنَّهَا قَالَتْ : يَا ابْنَ عَمِّ ،
أَتَسْتَطِيْعُ أَنْ تُخْبِرَنِي بِصَاحِبِكَ إِذَا جَاءكَ ؟ فَلَمَّا
جَاءهُ، قَالَ : " يَا خَدِيْجَةُ ، هَذَا جِبْرِيْلُ " . فَقَالَتْ :
اقْعُدْ عَلَى فَخِذِي . فَفَعَلَ ، فَقَالَتْ : هَلْ تَرَاهُ ؟ . قَالَ : "
نَعَمْ " . قَالَتْ : فَتَحَوَّلْ إِلَى الفَخِذِ اليُسْرَى . فَفَعَلَ ،
قَالَتْ : هَلْ تَرَاهُ ؟ قَالَ : " نَعَمْ " . فَأَلْقَتْ خِمَارَهَا ،
وَحَسَرَتْ عَنْ صَدْرِهَا ، فَقَالَتْ : هَلْ تَرَاهُ ؟ قَالَ : " لاَ " .
قَالَتْ : أَبْشِرْ، فَإِنَّهُ - وَاللهِ - مَلَكٌ ، وَلَيْسَ بِشَيْطَانٍ
.
منزلتها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
- كانت السيدة خديجة رضي الله عنها امرأة عاقلة ، جليلة ،
دينة ، مصونة ، كريمة ، من أهل الجنة ، فقد أمر الله تعالى رسوله أن يبشرها
في الجنة ببيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب . عَنْ أَبِي زُرْعَةَ ، سَمِعَ
أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُوْلُ : أَتَى جِبْرِيْلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : هَذِهِ خَدِيْجَةُ أَتَتْكَ مَعَهَا إِنَاءٌ
فِيْهِ إدَامٌ أَوْ طَعَامٌ أَوْ شَرَابٌ ، فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ ،
فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلاَمَ مِنْ رَبِّهَا وَمِنِّي ، وَبَشِّرْهَا
بِبَيْتٍ فِي الجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ ، لاَ صَخَبَ فِيْهِ وَلاَ نَصَبَ .
- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : " سيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ بَعْدَ مَرِيْمَ :
فَاطِمَةُ ، وَخَدِيْجَةُ ، وَامْرَأَةُ فِرْعَوْنَ ؛ آسِيَةُ " .
- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفضلها على سائر زوجاته ، ولم يتزوج
عليها غيرها حتى ماتت وكان يكثر من ذكرها بحيث أن السيدة عائشة رضي الله
عنها كانت تقول : ما غرت على أحد من نساء النبي ما غرت على خديجة وما
رأيتها ، ولكن كان النبي يكثر من ذكرها وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء
ثم يبعثها في صدائق خديجة فربما قلت له كأنه لم يكن في الدنيا إلا خديجة ،
فيقول إنها كانت وكان لي منها ولد .
- قَالَتْ عَائِشَةُ : كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِذَا ذَكَرَ خَدِيْجَةَ ، لَمْ يَكَدْ يَسْأَمُ مِنْ ثَنَاءٍ
عَلَيْهَا ، وَاسْتِغْفَارٍ لَهَا . فَذَكَرَهَا يَوْماً ، فَحَمَلَتْنِي
الغَيْرَةُ فَقُلْتُ : لَقَدْ عَوَّضَكَ اللهُ مِنْ كَبِيْرَةِ السِّنِّ !
قَالَ : فَرَأَيْتُهُ غَضِبَ غَضَباً ، أُسْقِطْتُ فِي خَلَدَي ، وَقُلْتُ
فِي نَفْسِي : اللَّهُمَّ إِنْ أَذْهَبْتَ غَضَبَ رَسُوْلِكَ عَنِّي ، لَمْ
أَعُدْ أَذْكُرُهَا بِسُوْءٍ . فَلَمَّا رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَقِيْتُ ، قَالَ : " كَيْفَ قُلْتِ ؟ وَاللهِ
لَقَدْ آمَنَتْ بِي إِذْ كَذَّبَنِي النَّاسُ ، وَآوَتْنِي إِذْ رَفَضَنَي
النَّاسُ ، وَرُزِقْتُ مِنْهَا الوَلَدَ ، وَحُرِمْتُمُوْهُ مِنِّي ".
قَالَتْ : فَغَدَا وَرَاحَ عَلَيَّ بِهَا شَهْراً .
وفاتها رضي الله عنها
توفيت السيدة خديجة رضي الله عنها قبل الهجرة إلى المدينة
المنورة بثلاثة سنوات ، في العاشر من رمضان الموافق 620 م
ولها من العمر خمس وستون سنة , وكانت وفاتها مصيبة
كبيرة بالنسبة للرسول صلى الله عليه وسلم تحملها بصبر وجأش راضياً بحكم
الله سبحانه وتعالى ولقد حزن عليها الرسول صلى الله عليه وسلم حزناً كبيراً
وضرب لنا رسول الله أروع المثل في الوفاء
بلغ من حب ووفاء النبي صلى الله عليه وسلم للسيدة خديجة بعد وفاتها
إنه كان يكرم صديقاتها ، زارت النبي امرأة عجوز في بيت عائشة ،
فبسط لها رداءه فأجلسها عليه وأكرمها ،
فلما انصرفت سألته عائشة عنها فأجابها : إنها كانت تزور خديجة ....
وإذا ذبح شاه قال : أرسلوها إلى أصدقاء خديجة
ما أعظم وفائك يا رسول الله
أللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
وعلى آل بيته وصحبه والتابعين بإحسان
إلى يوم الدين
الأحد 9 فبراير 2014 - 20:42 من طرف النقيدى
» صفحه الصدقات الجارية على الفيس بوك
الأحد 9 فبراير 2014 - 20:16 من طرف النقيدى
» أدعيه الشيخ محمد متولى الشعراوى
السبت 12 أكتوبر 2013 - 12:40 من طرف النقيدى
» تحميل برنامج تفسير القران الكريم
السبت 12 أكتوبر 2013 - 11:14 من طرف النقيدى
» المفاهيم الأساسية للدعوة الإسلامية في بلاد الغرب
الجمعة 11 أكتوبر 2013 - 15:06 من طرف النقيدى
» إياكم والظن بأهل الخير سوء
الخميس 15 أغسطس 2013 - 9:18 من طرف محمد عبده
» حائط الفضفضة
الجمعة 19 يوليو 2013 - 2:31 من طرف أنيس الروح
» أدعية من القران الكريم
الخميس 18 يوليو 2013 - 14:53 من طرف محمد عبده
» طريقة بسيطة تجعل جهازك اسرع
الأحد 19 مايو 2013 - 12:36 من طرف أنيس الروح
» الدين و الخلق
الأحد 19 مايو 2013 - 12:32 من طرف أنيس الروح