مشكلاتنا المنزلية
حتى لا تتفاقم مشكلاتنا المنزلية
غالب من ألقاهم يشتكون من مشكلات في بيوتهم تعكر عليهم صفو أوقاتهم وتعيقهم عن الإنجاز
والابداع وترفع درجة توترهم وعصبيتهم إلى مستوى غير صحي بالمرة
وباستقراء الأحوال المجتمعية العالمية وجدت أن هذه الشكوى لم يسلم منها مجتمع من المجتمعات
في العالم بل وجدت ما اعتبره إيجابيا وهو محدودية الأزمات المنزلية في الدول الإسلامية
مقارنة مع غيرها من الدول
ومحورتها حول عدم التفاهم وصعوبة التواصل وأساليب التعامل وغيرها من الأمور ،
في حين تختلف المشكلات
في المجتمعات غير الاسلامية حول معاني الخيانة الزوجية وعدم التكيف
والحرص على المصلحة الذاتية وغيرها .
والمشكلة المنزلية أمر حاصل بالطبيعة البشرية ، نتيجة كثرة الاحتكاك اليومي ،
وكثرة الهموم الحياتية ، وتنوع الرغبات الانسانية واختلاف المفاهيم
والطباع وغيره ، فوجود مشكلة ببيت ما - ما دامت في حيز مقبول -
لا يعني بحال وجود ظاهرة مرضية من نوع ما ، بل قد يكون وجود بعض المشاكل
ظاهرة صحية كتلك التي تقوم على رغبات متضادة
في انواع الإنجاز وأساليبه وطرقه متفقة على اصله وآدابه ووسائله الحميدة ..
الأمر المقلق والذي من اجله يمكن أن يضاء النور الأحمر إنذارا وتنبيها ،
أن تصير المشلكة المنزلية
أزمة مزمنة فتتعكر معها أجواء البيت وتظل تتفاقم بلا حل لفترات طويلة
بلا أدنى ضوء في نهاية النفق ،
فتبدأ الأمراض النفسية لأفراد الأسرة في الظهور على السطح من الإكتئاب إلى الانطواء
إلى العصبية الشديدة إلى سوء الظن والمخاوف الشاذة ،
وتبدأ الأفكار السيئة تتوارد على ذهن أفراد الأسرة الواحدة
تبتدئ بردود الأفعال
وتنهي بالإنفصال
إنني أعلم جيدا أن الكتابة والرسم بالقلم اسهل طرق وصف العلاج ، إلا أن أمرا أيضا
لا يمكنني إغفاله هو ان الإتفاق على المبادئ السليمة هو اول طريق الحلول
ومن اجل ذلك رغبت في أن أتفق مع قارئي حول بعض المبادئ
الهامة التي مع امتزاجها قد تصير وصفة هامة لإصلاح البيوت ..
دعني اعتبر معك أيها القارئ الكريم أن التوصيف الصحيح والصائب للمشكلة
هو أول خطوات حل أية مشكلة
فقد تتصاعد وتيرة مشكلة ما حتى ينسى أطرافها كيف كانت بدايتها ،
وكم من ازمة صغيرة استرسل معها أصحابها حتى صارت عصية على الحل
فابدأ بالنظر الصائب لمشكلتك بلا تضخيم أو تهوين ..
كذلك فنحن كثيرا ما نرى مشكلتنا من جانب واحد فقط ،
ومن المعروف أن كل أزمة لها عناصر مختلفة شاركت في وجودها ،
ومن الخطأ الكبير تغافل مختلف العناصر وتركيز الغضب والإتهام على عنصر واحد
هو أحد أفراد الأسرة ، ليحملها وحده ومن ثم تتدفق عليه شتى الأزمات ......
إننا يجب علينا أن نحلل مشكلاتنا الأسرية إلى عناصرها الاساسية وافرادها المتسببين فيها
والمتأثرين بها وعندئذ نزيد الصورة وضوحا ونزيد السبيل ضوءا أخر .
والمفارقة للمشكلة نوع آخر من النصائح يجب ألا نغفله ,
فالرجل الذي يصر على البقاء وجها لوجه مع امرأته أثناء المشكلة
والإبن يصر في الوقوف في وجه أبيه أثناء غضبه ,
والبنت تتصلب في وجه أمها أثناء صراخها ,
وقد علمتنا الشرائع أن الشيطان يتمثل باحدنا عند غضبه ليثيره وقت الغضب ويعظم أمامه
موقف الغضب لذا نصح النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أن يغير المرء حاله
وأن يطفىء غضبه بالماء والوضوء
وأن يغاير مكان السخونة والحمية وموقع المشكلة والصراع ,
ولاشك أن كل مشكلة تبدأ صغيرة وتتضخم فلو أننا في بدايتها بعدنا عن أجوائها
ثم قيمنا قدرها ورسمنا – كما سبق – صورتها الفعلية وتفهمنا عناصرها الحقيقية –
سنستطيع تداركها قبل التفاقم ..
دعنى أنبهك ههنا أن الانفراد بالنفس ودعاء الرب العظيم الكريم الرحيم أن يفرج الأزمة
ويزيل الغمة سبيل يسبق كل ما سبق وذكرنا , كما أن أوامر الشريعة الغراء
من إحسان الظن بالآخر والرفق في معاملته واختيار حسن الحديث معه والصبر عليه
هي مفاتيح أساسية لمنع الشيطان من ولوج باب منازلنا المؤمنة
مما أعجبني
منقول عن
خالد روشة من موقع المسلم
الأحد 9 فبراير 2014 - 20:42 من طرف النقيدى
» صفحه الصدقات الجارية على الفيس بوك
الأحد 9 فبراير 2014 - 20:16 من طرف النقيدى
» أدعيه الشيخ محمد متولى الشعراوى
السبت 12 أكتوبر 2013 - 12:40 من طرف النقيدى
» تحميل برنامج تفسير القران الكريم
السبت 12 أكتوبر 2013 - 11:14 من طرف النقيدى
» المفاهيم الأساسية للدعوة الإسلامية في بلاد الغرب
الجمعة 11 أكتوبر 2013 - 15:06 من طرف النقيدى
» إياكم والظن بأهل الخير سوء
الخميس 15 أغسطس 2013 - 9:18 من طرف محمد عبده
» حائط الفضفضة
الجمعة 19 يوليو 2013 - 2:31 من طرف أنيس الروح
» أدعية من القران الكريم
الخميس 18 يوليو 2013 - 14:53 من طرف محمد عبده
» طريقة بسيطة تجعل جهازك اسرع
الأحد 19 مايو 2013 - 12:36 من طرف أنيس الروح
» الدين و الخلق
الأحد 19 مايو 2013 - 12:32 من طرف أنيس الروح